مين هو ياسوكه؟
في الفترة الأخيرة أنتشر بشكلا كبير إسم "ياسوكه" و هذا يرجع لإعلان شركة أوبي سوفت عن آخر لعبة لديها في سلسلة أساسنز كريد المشهورة و التي آثارت جدلا كثيرا بين الناس عندما قرروا صنع لعبة في حقبة تاريخ اليابان القديمة في فترة صرعات القطاعات قبل توحيد اليابان و جعلوا بطلها شخصا من أصول أفريقيا الوسطي و يحمل إسما يابانيا.
و لكن من هو هذا الشخص؟ هل كان موجودا بشكلا فعلي في هذه الحقبة؟ تعالوا معي لنتعرف من هو هذا الشخص مما ورد إلينا من معلومات في التاريخ الياباني.
في ١٥٧٩ كانت بداية وصول الشاب المعروف بياسوكه في اليابان القديمة، وقتها
كان جزئا من مجموعة من العبيد مملوكة من بعض التجار الإيطالين الأصل، في
١٥٨١ قام التجار الإيطالي لويس فرويس بمقابلة أودا نوبوناجا المشهور
بتوحيد اليابان عبر التاريخ و كان وقتها الشاب المدعى بياسوكه معهم في هذا
الوقت في إيطار دور الخادم و هذه كانت أول مرة لأودا يري فيها شخصا من أصحاب
البشرة الداكنة العملاقة – يقدر إن طول ياسوكه كان فوق ال١٨٠ سم و ده أطول
من متوسط طول الرجل الآسيوي الذي يعد في متوسط ال١٧٠ سم – و طلب أودا من
التأكد من لون بشرة ياسوكه عن طريق أمر الخدامين تبعه بغسل ياسوكه للتأكد
بأنه لا يضع آي ألوان علي جسده مثلا الجيشا أو الكابوكي وعندما لم
يتغير لون بشرته زاد فضول أودا بغرابة هذه الظاهرة الغربية لإنه لم يري
شخصا بهذا اللون من قبل و طلب أن يهدي له هذا الشخص المثير للإهتمام و أطلق
عليه إسم ياسوكه.
في مذكرات عن أودا كتب عن شخص يصطحب أودا من أصحاب البشرة الداكنة و الذي كان في هيئة مرافق أو مساعد و قد أعطاه أودا سيفا قصيرا و بيتا و في بعض الأوقات كان يقوم بأداء بعض الخدمات لأودا مثل حمل أشيائه أو يقوم بدور المراسل الخاص بيه و في بعض الأوقات يقوم ببعض الخدع من أجل تسليه أودا و في الحقيقة أن أودا كان يحب مشاركة ياسوكه في الحديث علي الرغم من عدم معرفة ياسوكه باليابانية إلا بالقليل منها و في الحقيقة إن أودا كان أيضا يرسل حرس مع ياسوكه عندما يقوم بالتجوال في عاصمة اليابان القديمة كيوتو لأن أودا كان يتعامل مع ياسوكه بود مثل الصديق المقرب له أكثر من مساعده الخاص و لهذا كان أودا مصرا علي حماية تلك المساعد الصدوق له.
إذا هذا ينفي أن ياسوكه كان ساموراي في خدمة أودا لإن الساموراي حياتهم في خطر بشكلا دائم و أيضا أودا لم يعطيه سيف الكاتانا الذي يعد هو العرف في الإعتراف بشخصا ما أنه ساموراي في خدمة سيده، في حقبة توحيد اليابان الساموراي كانوا يحملون سيف الكاتانا و سيفا قصيرا و لكن ياسوكه قد تم إهدائه بسيفا قصيرا فقط و هو من أجل حماية نفسه في الأغلب أو أنه يرمز إلي إنتمائه إلى قبيلة نوبوناجا، أيضا أودا لم يرضي إن يضع حياة صديقة في خطر لهذا قام ببعد ياسوكه عن هذه الخطورة الي تواجه الساموراي بشكلا مستمر.
إستمر ياسوكه في خدمة أودا نوبوناجا مده ١٥ شهرا فقط من سنة ١٥٨١ إلي سنة
١٥٨٢ و تم إطلاق صراحة بعد ما تم خيانة أودا نوبوناجا علي يد آكيتشي
ميستوهيده و الذي كان يعد من أقرب الأشخاص لأودا و من أكثر الأشخاص ولائا له،
ياسوكه لم يكن موجودا عندما قتل أودا علي يد آكيتشي بل قام ياسوكه
بالإستسلام لإكيتشي علي الفور و قام برده إلي التجار الإيطالين الأصلين مرة آخرى بحيث
إن في عين آكيتشي إن ياسوكه ليس آكثر من عبدا لا حليه له و لا قوة و أنه
ظلما له إن يعاقب علي أخطاء سيده أودا.
إذا لماذا عرف ياسوكه بالساموراي صاحب البشرة الداكنة في التاريخ الحديث ؟ السبب بشكلا كبير هو تخيل ميديا الأنمي و الألعاب بيه في هذا الإيطار، في الحقيقة إن صناع الأنمي يحبون صناعة قصصا مستوحاه من التاريخ و لكنها لا تلتزم بالتاريخ بشكلا واقعي و بشكلا فعلي يوجد بعض الإنميهات بهذه الفكرة مثل أفرو ساموراي الذي قد ولد من حب ثقافة الهيب هوب الأمريكية في التسعينات أو وجود شخصية بإسم ياسوكه في بعض الألعاب مثل نيو التي استوحت من أسطاير اليابان القديمة، في جميع الأحوال هذه الأعمال لا تمط بالتاريخ الياباني بأي صلة.
ما قامت بيه أوبي سوفت هي تقديم حيرة للشعب الياباني الذي لا يعلم الكثير عن تاريخ ياسوكه و طرح أسئلة مثل "لماذا لا يوجد ساموراي يابانيا في هذا اللعبة التي تروى حقبتا مهمة في تاريخ اليابان؟" و هي حقبة أودا نوبوناجا فى توحيد اليابان، في الحقيقة هو شئ محيرا بشكلا كبير لأن اللعبة تدعي الدقة التاريخية و لكن في الحقيقة هي مستوحي أفكارها من أعمال الأنمي التي لا تمط بصلة لتاريخ اليابان عكس ما فعلت لعبة شبح تسوشيما عندما رجع مطورين اللعبة إلي مؤرخين يابانين للتأكد من صحة المعلومات التاريخية على الرغم إن الشخصية الأساسية في شبح تسوشيما لا يوجد في الواقع بس هو شخصية مصتنعة و وضعت في اللعبة لتروي قصة مستوحاه من حقبة ما حدث في جزيرة تسوشيما في الماضي و قد أعجب بيها الكثير من اليابانين من هذه الناحية و أصحبت أيضا من الأشياء التي يفتخرون بيها لأنها أشهرت جزيرة تسوشيما بشكلا يحترم أمام الجميع من الناحية التاريخية حتى لو لم تكن قصة شبح تسوشيما دقيقة بالنسبة للتاريخ الياباني إلا إنها تعطي ما يكفي كي تلتزم بالإيطارالتاريخي بشكلا كبير، أنا أيضا أشعر بالحيرة لهذا القرار الغريب و لا أراه انه قرار جيد في نظري لأن أوبي سوفت تدعي الدقة التاريخية و لكن ما آراه هو العكس.